أثر التزايد السكاني في الوضع المائي في سورية لغاية عام 2025

الملخص

تناول البحث أثر التزايد السكاني في الوضع المائي في سورية لغاية عام 2025م، وذلك باستخدام عدة مؤشرات يمكن من خلالها توقع تزايد حجم السكان و ما يترتب عليه من تطور حاجياتهم المائية.

أظهر البحث أن حجم سكان سورية  بلغ (20.8) مليون نسمة عام 2010 م، ومن المتوقع أن يزيد عن (27.7) مليون نسمة عام 2025 م، وأن ينخفض معدل النمو السكاني السنوي في سورية إلى (18.1) بالألف لغاية عام 2025م، وعلى الرغم من توقع التراجع النسبي الذي سجلته معدلات الخصوبة الكلية وانعكاس ذلك على تراجع معدل النمو السكاني السنوي ستستمر الزيادة السنوية بحجم السكان بالتزايد نتيجة ما يعرف بظاهرة الزخم السكاني التي تتراجع فيها معدلات الخصوبة الكلية، وتستمر الزيادة السكانية السنوية بالتصاعد. ووفقاً لهذه الزيادة السكانية يتوقع أن يتبعها زيادة في كثافة السكان العامة تصل إلى (149 ن/كم²)، وازدياد حاجياتهم المائية إلى حوالي (27.15) مليار م³ عام 2025، ومن المتوقع أن تصل الفجوة المائية إلى (8.468) مليار م³، ويترتب على ذلك تراجع نصيب الفرد من المياه إلى (677.3) م³/ السنة  عام 2025 م ليقترب الفرد السوري من حدِّ الندرة المائية البالغ (500) م³/سنة ، وتتحرك مائياً من دولة وفرة إلى فقر انتهاء بندرة مائية بحلول عام 2025 م وذلك لاستنزاف الثروة المائية بسبب الضغط السكاني وارتفاع الكثافة السكانية .

إن سورية إذا ما استمرت في السياسة الحالية من استغلال مفرط للمياه، وعدم الترشيد في استهلاكه مع ارتفاع عدد السكان و حاجياتهم اليومية من المياه فإنها مهددة في أمنها المائي، وهذا الواقع يدفع إلى دق ناقوس الخطر حول الوضع المائي الذي ستعرفه سورية، الأمر الذي يحث على مواصلة الجهود من أجل الحفاظ على هذا المورد الثمين.