سُبل التغيير وأشكاله في رواية "الأم" لمكسيم غوركي وقصة "أغاته شفايغرت" لأنا زيغرس (دراسة تحليلية مقارنة)
الملخص
التغيير نحو الأفضل مطلب ضروري في حياة الإنسان. وتحقيقه يحتاج إلى استعدادات نفسية وفكرية وإرادة ومؤهلات وقدرات وإيمان قوي به من الذين يريدون تحقيقه. والسُبل التي تؤدّي إليه كثيرة ومختلفة باختلاف الظروف الاجتماعية والتاريخية والثقافية التي يكون عليها أيُّ مجتمع. ولا يخلو أيُّ تغيير من عقبات وصعوبات وربَّما يحتاج إلى تضحيات كثيرة.
في هذين العملين القصصيين اللذين نحن بصدد دراستهما وتحليلهما يعالج الكاتبان بمقدرة فائقة ووعي عملية التغيير والتحوُّل والتبدُّل في شخصية الإنسان، ويختاران شخصيتين من شخصيات المجتمع التي لا يتوقَّع المرء أن تكونا قادرتين على التغيير نظرًا لتقدُّمهما في العمر، وكونهما شخصيتين عاديتين، بسيطتين، مسالمتين لا قيمة لهما في المجتمع. ويضعانهما في ظروف قاسية وصعبة، على محكٍّ مع الحياة والخيارات الصعبة، بل يضعانهما في امتحان الذات وقدراتها وإخراج ما فيها من طاقات وإمكانات.
ينجح الكاتبان في تحقيق ما صبوان إليه من اكتشاف النفس البشرية وما تملكه من قدرات كامنة وطاقات مدهشة. كما تنجح هاتان الشخصيتان في الانتصار على الضعف الذي كانتا تشعران به في حياتهما، والخروج من الذات الضيقة إلى الذات الكبيرة، إلى العالم الأرحب والأوسع، ويُولِد صمتُهما الدائم أعذب الكلام وأرقه، وتفيضان على الجميع بالحب والخير. وأصبحت هاتان الشخصيتان قدوة ومثالًا لأيِّ إنسان عرفهما أو سمع بهما في التضحية والفداء من أجل أن تحيا الكلمة الصادقة والفعل النبيل.
في هذه الدراسة المقارنة قدَّمت قراءة جديدة لعملية التغيير وسبلها في رواية "الأم" لمكسيم غوركي وقصة "أغاته شفايغرت" لأنا زيغرس. آملًا أن يكون فيها فائدة للقارئ عامةً، ولدارسي الآداب العالمية والأدب المقارن خاصةً، وأن تُسهم كغيرها من الدراسات في إغناء المكتبة العربية في هذه المجالات.