النزاع البيزنطي الفارسي في الربع الأول من القرن السابع الميلادي (602- 628م)
Abstract
يتناول البحث الصراع البيزنطي الفارسي في الربع الأول من القرن السابع الميلادي، فيعرض الأسباب التي أدت إلى الحرب بين الطرفين، والتي تجلت برغبة الملك الفارسي بالتوسع على حساب بيزنطة، وبخاصة أنه تمكن خلال فترة السلم التي شهدتها نهاية القرن السادس،إذ وطد أركان دولته الداخلية وحسن أوضاعها بمختلف المجالات، ولا سيما الجيش الذي أصبح في مطلع القرن السابع الميلادي جاهزاً لتحقيق طموح الملك الفارسي بالتوسع، وتحقيق أحلامه بالسيطرة على الشرق.، فاستغل التمرد الذي قاده فوكاس ليبدأ حرباً امتدت لأكثر من عقدين من الزمن.
وقد استعرض البحث الحروب التي شهدتها المنطقة في العقد الأول من القرن السابع وبخاصة اجتياح الجيش الفارسي للجزيرة الفراتية، ومحاصرة آمد ومحاولة البيزنطيين رد الهجوم الفارسي بشتى الطرق، كذلك توسع الجيش الفارسي في آسيا الصغرى ومحاولات فوكاس الفاشلة التصدي له، وما أسفرت عنه من نتائج مختلفة طالت كلتا الدولتين المتنازعتين.
كما يتطرق إلى تطور الأحداث في الإمبراطورية البيزنطية التي شهدت مع بداية العقد الثأني ثورة هيراكلوس (هرقل) واستلامه لزمام الحكم في بيزنطة التي كانت تعأني الضعف والتراجع، فقام بالعديد من الإصلاحات للحفاظ على إمبراطوريته، وبين البحث علاقته مع ملك الدولة الفارسية كسرى أبرويز ومنها توسع الجيش الفارسي في سوريا ووصوله إلى بيت المقدس واستيلاؤه على صليب الصلبوت، وكذلك التوسع في آسيا الصغرى وطرق أبواب القسطنطينية، الأمر الذي جعل هرقل يعُدُّ العدّة ويضع الخطط الناجحة التي أثمرت برد الجيش الفارسي، وطرق أسوار العاصمة الفارسية طيسفون، وتحرير معظم المناطق التي سيطر عليها، ومانتج عن ذلك من معاهدات وحروب كانت واحداً من الأسباب التي أدت إلى إنهيار الدولة الفارسية.