علاقة الدولة الطولونية بالخلافة العباسية أيام خمارويه (270-282هـ/883-895م)
Abstract
قامت الدولة الطولونية في مصر 292-254ه/904-868م، وقد أسسها أحمد بن طولون، الذي أرسله والي مصر التركي باكباك لينوب عنه، حيث كان ذلك على عادة الوالة في مرحلة ضعف الخلفاء العباسيين، ومنذ وصوله إلى مصر بدأ يسعى الاستقلال، وبعد أن تحقق له ذلك بدأ بالتوسع في الشام، ودخل في صراع طويل مع الموفق أخو الخليفة المعتمد على الله، وبعد وفاته في عام 270ه/883م، انتقل حكم الدولة الطولونية إلى ابنه خمارويه الذي هزم جيوش دولته الخالفة في عهد المعتمد، فأصبحت حدود دولته من برقة غرباً حتى نهر الفرات شرقاً.
وعند وصول المعتضد إلى منصب الخالفة في عام 279ه/892م، عمل خمارويه على إقامة أفضل العالقات معه، وطلب منه الموافقة على أن يحكم مصر والشام، فأجابه الخليفة إلى طلبه، وبعد ذلك تزوج الخليفة المعتضد ابنة خمارويه قطر الندى، وانعكس هذا الزواج السياسي إيجابًا على العالقات بين الطرفين. إلا أنه بعد مقتل خمارويه في عام 282ه/895م، بدأ الضعف يدب في جسد الدولة الطولونية، نتيجة ضعف خلفاءه، وظهور خطر القرامطة في الشام، بالإضافة إلى رغبة الخلافة العباسية في استعادة سيطرتها المباشرة على مصر والشام فأرسلت جيشاً بقيادة محمد بن سليمان استطاع إنهاء الدولة الطولونية، وإعادة مصر إلى حضن الخلافة العباسية في عام 292ه/904م.