الملك الرافدي المؤلّه بين الأسطورة والحقيقة
الكلمات المفتاحية:
التأليه الملكي، الأساطير الرافدية، جلجامش، نارام سين، شولجيالملخص
شكل التأليه الملكي ظاهرة استثنائية في تاريخ بلاد الرافدين القديم لأنها ارتبطت بأشخاصٍ معينين وفترةٍ زمنية محددة، إذ سعى الملوك من خلالها إلى إضفاء نوع من الهالة والقدسية لزيادة ترسيخ حكمهم وتأكيد شرعيتهم. وبالرغم من كل مظاهر الألوهية التي أحاط الملوك أنفسهم بها لكنهم بقوا في حقيقة الأمر بعيدين كل البعد عن التأليه الحقيقي إذ لم يستطيعوا التخليد إلا من خلال ما تركوه لنا من منجزاتٍ وأعمال كانت خير دليل على بقائهم أحياء في ذاكرتنا بعد مرور آلاف السنين.
يتناول البحث بدايةً الحديث عن العبادات الأولى لإنسان عصور ما قبل التاريخ والتي تضمنت عناصر الطبيعة والظواهر الطبيعية والحيوانات، ولاحقاً عبادة الأسلاف (الأجداد) ثم عبادة الربة الأم التي تشير إلى الخصوبة والاستمرار، وصولاً إلى العصور التاريخية وظهور الآلهة العديدة ثم بروز ظاهرة عبادة الملك على عهد نارام سين الأكادي وقبله في الأساطير الرافدية، كما سيغطي البحث فترة عصر الإحياء السومري من خلال سلالتي لاجاش الثانية وأور الثالثة وختاماً بعصر سلالتي إسين ولارسا، مع الحديث عن مظاهر هذا التأليه ومدى توافقه مع الحقيقة.