جائحة كورونا وانعكاساتها في مستقبل القوة الصينية ومساراتها
الكلمات المفتاحية:
جائحة كورونا، الصين، مستقبل القوة الصينية، التداخلات الدولية، التنافسالملخص
تركز الدراسة أن جائحة كوفيد- 19 قد أكدت على النظريات والتوقعات التي تُبشر بحدوث تغير في مستقبل النظام الدولي وعززت من فرضية إمكانية انتقال السيادة التي تقود حتمُا إلى إعادة تموضع القيادة العالمية في منطقة آسيا التي توصف بأنها مركز العالم الجديد، وهو تأكيد على دور الأحداث والأزمات التاريخية في إحداث نوع من التغيير في شكل النظام الدولي وطبيعته.
تأتي أهمية البحث من أهمية دراسة تأثيرات جائحة كورونا على مستقبل العالم من جهة وأهمية المرحلة التاريخية التي تزامن فيها ظهور هذا الوباء مع التداخلات العالمية وظهور بوادر تغير في طبيعة النظام الدولي وبنيته، وزيادة التفاعلات والاعتمادية المتبادلة بين الدول والمنظمات الدولية على كافة المستويات، وهي ظواهر ولدتها مجموعة من الأحداث الدولية ليس أولها سلسلة حروب الخليج ولا آخرها الانسحاب الأمريكي من أفغانستان.
يتكون الدراسة من أربع محاور رئيسة. يركز المحور الأول على توصيف النظام الدولي في الفترة التي سبقت مرحلة كورونا والتركيز بشكل أساسي على تأثير جائحة كورونا على دور الدولة والفواعل المهمة التي ساهمت أو التي كان من المفترض أن تساهم في التصدي للوباء في محاولة لإجراء مقارنة بين دور هذه الفواعل في فترة ما قبل الوباء والفترة التي تلته وتقييم هذا التأثير. وسنحاول في المحور الثاني تحليل تأثير فيروس كورونا على طبيعة العلاقة بين الشرق والغرب ولاسيما العلاقة بين الصين الصاعدة التي تُمثل الشرق والولايات المتحدة الأمريكية التي تُمثل الغرب. أما في المحور الثالث، فسنعرض بشكل مختصر الأسس التي يمكن الاعتماد عليها في تفسير مآلات التنافس الأمريكي - الصيني وهي أسس لا تتغير بفعل الزمن ولا بسبب الأحداث وتتميز باستمرارية التأثير والفعالية في سياسات الدول واستراتيجياتها. وقد ركزنا على المعيارين التاريخي والجيو سياسي. ويتناول المحور الرابع والأخير مآلات وسياقات عالم ما بعد مرحلة وباء كورونا، وتأثير هذا الأخير على مستقبل القوة الآسيوية خاصة أن كل التوقعات تتنبأ بانتقال مركز القوة العالمية من منطقة الغرب الأوربي إلى منطقة الشرق الآسيوي، حيث تبرز الصين كأقوى الدول المرشحة للقيام بهذا الدور.