4 الفسيفساء السورية والتونسية في العصر الروماني
الملخص
عاش الإنسان في عصور ما قبل التأريخ الكتابي، في محيط قاسٍ يغص بالوحوش المفترسة، مّما اضطره للجوء إلى الكهوف، التي ترك فيها أول التسجيلات البشرية، من خلال رسم الحيوانات ونقشها على الجدران، مدفوعاً إلى ذلك بأسباب عدّة، ربّما كان في مقدمتها اعتقاده أنّ رسمها ورؤيتها دوماً قد يكون له تأثير سحري، يسهم في تسهيل صيدها واتقاء شرها. وقد تكون هذه الرسوم إبداعاً فنياً، هدفه الرئيس تجميل جدران الكهوف، لاسيما أن بعض تلك الرسوم نفذت بدقة ومهارة؛ ولو كان الهدف سحرياً فقط لتم الاكتفاء برسوم بسيطة[i].وتؤكد الاكتشافات الأثرية في سورية حضارتها منذ القديم، ومنها العثور على رسوم جدارية تعود إلى الألف التاسع ق.م. في كل ٍمن موقعي الجرف الأحمر وجعدة المغارة شمالي سورية على الفرات .