فلسفة التاريخ عند اليونان

المؤلفون

  • ميسون مدحت جاويد المرعشلي جامعة دمشق

الكلمات المفتاحية:

الفلسفة، علم التاريخ، فلسفة التاريخ ، اليونان، المنهج

الملخص

يتناول البحث إشكالية مهمة مرتبطة بعلم التاريخ وتطوره عبر العصور وهي فكرة فلسفة التاريخ ومدى ارتباطها بعلم التاريخ من خلال دراسة علم التاريخ وفلسفته لدى أشهر الفلاسفة اليونان.

إن العلاقة بين التاريخ والفلسفة تتضمن أبعاد عدة هي: المنهج وهو المنهج الفلسفي والتاريخي، وهذ الاختلاف حول طبيعة المنهج من خلال مواقف المثاليين والوضعيين بِعَدّ التاريخ علم أم أدب. ثم الجوهر وهو الخلاف الآخر حول موضوع التاريخ وحول مهمة المؤرخ وطبيعة التاريخ، وأثار تساؤلات عدة لمن يكتب التاريخ؟ وعن من يكتب؟ هل عن شخصيات رئيسة أدت دوراً في الأحداث التاريخية أم عن حضارات ومجتمعات وجماهير الناس التي صنعت التاريخ. أي يكتب للفرد أم للجماعة. والمسألة الأخرى المؤرخ ودوره في الحكم على الأحداث التاريخية وهذا يرتبط بجملة من الأحكام والفلسفات التي عالجت هذه النقطة ولاسيما فلسفة الأخلاق والسياسة.

فالتاريخ البشري لا يتحرك فوضى وعلى غير هدف، وإنما تحكمه سنن ونواميس، كتلك التي تحكم الكون والعالم والحياة والأشياء سواء بسواء، وأن الوقائع التاريخية لا تخلق صدفة وإنما من خلال شروط خاصة تمنحها هذه الصفة أو تلك، أو توجهها صوب هذا المصير أو ذاك.

فتفسير التاريخ إذاً يقصد به معرفة الروابط التي تربط الأحداث والوقائع المتفرقة، ودراستها لاستبيان دوافعها وارتباطها ونتائجها، واستخلاص السنن والنواميس الإلهية منها، والاعتبار بالدروس والعضات فيها، وهي مرحلة تأتي بعد الدراسة النقدية للأخبار، فالذي ثبت من الوقائع والأحداث هو الذي يفسر، وتدرس ارتباطاته، ويتعرف على دلالته وآثاره، وذلك بهدف تفسير القوانين وتحديد السنن التي تتشكل بموجبها معطيات التاريخ بوقائعه المزدحمة والمتشابكة، من أجل وضع اليد على مجموعات نمطية من المؤثرات التي تتحكم بالحركة التاريخية، فتسوقها في هذا الاتجاه أو ذاك، فيما يعرف بفلسفة التاريخ.

إن فلسفة التاريخ تقوم على أساس وجود قوانين تتحكم في سير التاريخ، وهذه القوانين يجب اكتشافها والتعامل معها، ومن هذا المنظور يصبح التفسير التاريخي للحوادث اجتهاداً بشرياً يحتمل الخطأ والصواب، لأنه يدخل ضمن ميدان الدراسات النظرية.

ولعل أقدم المؤرخين اليونان الذين حفظوا لنا التاريخ هم: أرسطو في بحثه عن الجدل، وهيكاتايوس، وهيرودوت، وثيكوديدس، أما آخر كبار المؤرخين اليونانيين فقد كان بوليبيوس. وقد حاولنا من خلال البحث إلقاء الضوء على رؤية مؤرخي اليونان لعلم التاريخ ومدى ترابط هذا العلم مع فلسفة التاريخ وفكرة هذه الفلسفة عند هؤلاء المؤرخين مما أسهم بشكل واضح في تطور النظرة للتاريخ وتحوله إلى علم يوازي وأحياناً كثيرة يتفوق على غيره من العلوم العقلية والإنسانية.

التنزيلات

تنزيل البيانات ليس متاحًا بعد.

التنزيلات

منشور

2024-06-12

كيفية الاقتباس

فلسفة التاريخ عند اليونان. (2024). مجلة جامعة دمشق للدراسات التاريخية, 148(2). https://journal.damascusuniversity.edu.sy/index.php/hisj/article/view/11223