الآثار السياسية والاقتصادية الناجمة عن حرب الوراثة في العصر السلجوقي

الملخص

 تعود الأسرة السلجوقية في نسبها إلى سلجوق بن دقاق، وهو جدهم الأعلى، وتعد من أكبر دول في العصور الوسطى التي ظهرت
في العصر العباسي وكان لها دور كبير في تغيير الخارطة الجغرافية للمنطقة والاستجابة لمطالب الدولة العباسية بعد أن كانت قد
فقدت معظم نفوذها في المنطقة خصوصاً عندما كانت الخلافة تعترف بالحكم البويهي حكماً شرعياً.
يعود أصل هذه الأسرة إلى قبائل سكنت منطقة وسط آسيا من مكان يدعى ))استبسال قيرغيز(( الذي هجروه في القرن السادس
الهجري / الثاني عشر الميلادي، مرتحلين غرباً حيث استقروا في مكان قريب من نهر سيحون وهناك أعلنوا إسلامهم وشرعوا بمحاربة
القبائل الوثنية في المنطقة.
ولاحقاً دخلوا في صراع طويل مع الغزنويين انتهى بانتصارهم، وبانكسار شوكة الدولة الغزنوية بدأوا بالتمدد غرباً حتى قضوا على
البويهيين ثم مدوا سلطانهم إلى بلاد الشام والحجاز والأناضول وخاضوا حروباً كثيرة مع البيزنطيين والصليبين، لكن بعد ذلك أخذت
دولة السلاجقة بالانقسام والتشتت، حيث شهدت صراعاً على العرش بين أمرائها فانعكس على المجتمع السلجوقي وذاق الناس العذاب
على كافة المستويات، وارفق هذا الصراع صراع آخر مع الخليفة العباسي، ذاقت فيه بغداد إهمالا شديداً وهجرها أحيانا الخليفة مع
الناس، ريثما تنتهي الحروب فيما بينهم، فأهمل السلجوقي الصناعة ولم يهتم إلا بتلك التي تخدم المجال العسكري، وضعفت التجارة
بسبب ما تعرضت له الطرق التجارية من تخريب وعدم استقرار، أما في المجال الزارعي فقدت أهملت الأ راضي وهجرها أصحابها،
فقلت الأقوات وغلت الأسعار أي كانت حرباً قاسية عانى منها الجميع سواء السلاجقة أو العباسيين.