الدعاية والفن في سورية في العصر الروماني
الكلمات المفتاحية:
الدعاية، الفن، سورية، العصر الروماني.الملخص
شكلت الدعاية عنصراً هاماً مشتركاً بين مختلف الفنون، لما لها من أهمية في حياة الإنسان على مر العصور، فهي مُتضمنة في كل فنٍ مهما اختلفت غاياته ووسائله وطرقه. فالدعاية هي إحدى الطرق التي اتبعتها العامة والخاصة والحكام وغيرهم قديماً وحديثاً ، في تحسين صورتهم أمام أهلهم ومحبيهم وفي مجتمعهم الصغير والكبير، لغاياتٍ ومكاسب عدة. وكانت سورية من أهم الولايات الرومانية التي حرصت على استخدام الدعاية بفنونها المتعددة، لتكون في أحيانٍ كثيرةٍ بديلاً ممتازاً عن حضور الحاكم المباشر أمام مواطنيه، في كل البلاد الخاضعة لسيطرته، لاسيما أنه كان للدعاية دورٌ كبيرٌ في تكوين رأي عام يلائم صُناعها، وفي تغيير أو تعديل هذا الرأي، بما يتناسب وإرادة الحكام والمسؤولين عنها، لاسيما أنهم كانوا يسعون لمنح الجمهور إحساساً بالاكتفاء والرضى السياسي والاقتصادي والترفيهي، والعنصر الأخير "الترفيهي" من أكثر الأمور أهمية لإرضاء الجماهير. لذلك كان الحاكم يعتمد في تثبيت حكمه من خلال حرصه على حضوره الدائم بشكل حقيقي أو رمزي، في طول البلاد وعرضها، معتمداً في ذلك على طرق عدة من وسائل الدعاية الممكنة، كنقش صورته على المسكوكات، وهو الأسلوب الدعائي الأكثر انتشاراً وتأثيراً، والذي يؤكد خضوع هذه البلاد لسيطرته. ولم يألُ الحاكم ومسؤولو دعايته جهداً في استخدام الفن بكل أشكاله وأنواعه لتجميل وتحسين صورته أمام شعبه. ويعد النحت والرسم، من أهم أنواع الفنون المستعملة في الدعاية. ولم يقتصر استخدام الفن في الدعاية على الحاكم، بل امتد ليشمل الطامحين لتبوء المناصب السياسية، من خلال تصوير أنفسهم وعرض منجزاتهم أمام المواطنين.
ولعل موضوع البحث، الدعاية والفن في سورية في العصر الروماني، هو عبارة عن مزج بين أنواعٍ عدة من الإبداعات السورية في العصر الروماني، من نقشٍ على المسكوكات إلى المسارح وعروضها وأقواس النصر ولوحاتها الرائعة، وكتابات الأدباء السوريين، الذين أجادوا بل وأبدعوا في وصف مدنهم والدعاية لها.