انتشار ارتفاع التوتر الشرياني الأساسي وعوامل الخطورة المرتبطة به في مدينة دمشق

الملخص

خلفية البحث وهدفه: يشكل ارتفاع التوتر الشرياني الأساسي تحدّياً كبيراً لمختصي الصحة العامة في أنحاء العالم كلَّه، كما يشكِّل عامل الخطورة القابل للتعديل الأكثر أهمّية في أمراض القلب الإكليليّة, وقصور القلب الاحتقاني, والسكتة الدماغية, والأمراض الكلوية, واعتلال الشبكيّة.

هدفت الدراسة الحالية إلى تحديد انتشار ارتفاع التوتر الشرياني بين المُشاهدين من قبل طبيب مختص يمارس اختصاصه في عيادة خاصة, واثنين من مراكز الرعاية الصحية في مدينة دمشق في الجمهورية العربية السورية, والأهم من ذلك البحث عن عوامل الخطورة المرافقة.

مواد البحث وطرائقه: أجريت دراسة مقطعيّة مستعرضة في عيادة خاصة في منطقة ركن الدين, واثنين من مراكز الرعاية الصحية في مدينة دمشق في الجمهورية العربية السورية (مركز الجمعية الخيرية الشركسية الكائن في منطقة ركن الدين, وعيادة الجامعة الدولية الخاصة للعلوم والتكنولوجيا).

كان حجم الجمهرة الكلي 905 بالغاً أعمارهم 20 سنة وأكثر, وتشكلت من الذين استوفوا معايير الدخول في الدراسة جمهرة من 905 أشخاص (من 660 أنثى ما يعادل نسبته 73%, و245 ذكراً أي 27%).

اختيرت الجمهرة المذكورة أعلاه بطريقة عشوائيّة ممنهجة, كما ملأ المشاركون استبياناً ذاتيّاً يحوي مميّزات اجتماعية ديموغرافية (سكانية)، عوامل الخطورة لارتفاع التوتر الشرياني، قياس التوتر الشرياني، وبيانات أخرى متعلقة بالتحاليل المخبرية لعوامل الخطورة القلبية, والعادات الاجتماعية, والسوابق العائلية للأمراض القلبية.

النتائج: في هذه الدراسة كان معدّل انتشار ارتفاع التوتر الشرياني الأساسي 23.6% من بين المشاركين, مع انتشار أعلى بين الذكور بنسبة 63,6% للذكور, مقارنة ب 36,4% للإناث, مع ملاحظة نسبة انتشار أكبر عند المتقاعدين والأرامل والأشخاص ذوي العائلات الكُبرى, وذوي التعليم المتدني (أمية وأقل من الابتدائية), وكذلك عند المدخّنين, وذوي السوابق العائلية لارتفاع الضغط الشرياني, وأمراض القلب الأخرى، إذْ لوحظ ارتباط مهم عند ذوي القصة العائلية الإيجابية لارتفاع الضغط الشرياني بقيمة تنبؤيه أقل من 0,021, كما البدانة أيضاً التي لوحظ ارتباطها المهم بارتفاع التوتر الشرياني بقيمة تنبؤية أقل من 0,005.

الاستنتاج: وُجد أن ارتفاع التوتر الشرياني مشكلة صحية مهمة جداً في مدينة دمشق، وكانت العوامل المرتبطة بارتفاع التوتر الشرياني هي الجنس المذكّر، والبدانة، وقصة عائليّة إيجابية لارتفاع توتر شرياني، والتقدّم بالعمر وتدني مستوى التعليم أيضاً مع ملاحظة زيادة لدى الأرامل والمنحدرين من عائلات كبيرة العدد.

سلطت هذه الدراسة الضوء على الحاجة لإجراء دراسات أكثر لكشف ارتفاع التوتر الشرياني, والكشف عن عوامل الخطر الأخرى المرتبطة به، كما شجّعت مختصي الصحة العامة لإجراء حملات نوعية وبرامج وقاية.