قراءة مكانيّة سيميائيِّة لمدينة دمشق القديمة

الملخص

يتناول البحث تفسيراً مكانياً لمدينة دمشق القديمة، بالاعتماد على منهج سيميائي مُستَمَد من رؤية بيرس Pierce للدلالة، وتُبنى هيكلية التحليل المكاني تحديداً على - تراتبيّة ارتباطات الدلالة في- مثلث العلاقات السيميائي لدى بيرس Pierce ، كما يُعني البحث بتقديم تفسير سيميائي للمكان في المدينة بمستوياتها الأربعة؛ المستوى التخطيطي، العمراني، المعماري، بالإضافة إلى الدخول في مستوى المقياس الأصغر في البحث وهو مستوى العناصر المعمارية.

يُستهل البحث بمقتطفات مُختارة من تاريخ المدينة، حيث تُربَطُ المُعطيات المكانية المدروسة بأُصولها العمرانية والمعمارية التاريخية، وقد تم تعيين الحاضنة التاريخية للدلالات المكانية بهدف شرحها إلى وتفسيرها، مثل نشأة المدينة العمراني وأُسلوب تخطيطها، والتغيير الحاصل في بُنيتها المكانيًة الشكلية المُترافق مع تتابع الأحداث التاريخية.

يُفيد العرض التاريخي في فهم تَكوين المدينة العمراني وتحديد عناصرها المعمارية بما يلائم طبيعة البحث. وتُؤلف المقدمة التاريخية قاعدة تعريفيَّة تمهيدية تُبنى عليها القراءة المكانية بغاية الوصول إلى التفسير المكاني للدلالات المُلتقطة؛ والتي تؤلف هدف البحث.

تُشكَّل أسوار مدينة دمشق التاريخية حدود البحث الجغرافية، وزمن الدراسة هو بداية القرن الحالي مع العودة للأصول التاريخية القديمة للمدينة وفهم تأثيراتها على الواقع الراهن.