إشكالية الصورة في أعمال بول كلي

الملخص

يحتل الفنان الألماني بول كلي مكانة كبيرة بين فناني القرن العشرين، فقد استطاع أن يطوّر نفسه ويتوافق مع القرن الذي عاش فيه، عصر العلم والعقل، فطوّر المعايير السائدة عن طريق إغراء المُشاهد من خلال الإبداع غير المنطقي في صوره واستخدامه المبهر للخطوط والألوان، حيث ترجع شعبيته إلى كون فنّه بسيطاً يعكس روحه الفكاهيّة ومنظوره الطفولي أحياناً وطابعه الموسيقي الممزوج بحياته الشخصية. فتنقّلت صوره بين الاتجاهات و المدارس الفنيّة، حيث تميّزت بالتراكيب البسيطة، والعناصر المجتمعة مع بعضها بطريقة سحرية، كالأشجار والأزهار والأشياء التي غالباً ما تتحدّى الجاذبية والمنطق، فنراها تتوزّع في فضاء الصورة بكل حرفية، ومع ذلك كانت قوّة التوحيد في صوره هي خطوطه القويّة وألوانه المميّزة، فهي تتميّز بأنّها غنيّة ومتعدّدة ومتنوّعة، منسجمة تارة ومتضادة تارةً أخرى. قوّته في رسم الخطوط وشغفه وعشقه للألوان دفعه إلى وضع نظرية التشكيل التي من خلالها يوضّح آلية ابتكاره للصور الفنيّة الفريدة التي تطوّرت بفضل الأسفار التي قام بها الفنان إلى البلدان العربية، فتمكّن من إنتاج تجارب مبهرة في صور إبداعية اكتسب شهرته بفضلها.