إطار استراتيجي متعدد المعايير لتحسين كفاءة الطاقة التشغيلية للأبنية السكنية في ظل إعادة الإعمار (حالة دراسية لأبنية السكن الشبابي في دمشق)

الملخص

تشهد إعادة الإعمار تزايد الطلب على ترشيد استهلاك الطاقة في مباني السكن الشبابي/الاجتماعي الميسر. لكن تدني الأداء الحراري للأبنية السكنية التقليدية أدى إلى ازدياد شكاوى السكان في ظل شح مصادر الطاقة وازدياد فترات انقطاع التيار الكهربائي. لذا يعدُّ تحسين كفاءة الطاقة في أبنية السكن الشبابي ضرورة بيئية واقتصادية واجتماعية في آنٍ معاً. وذلك لما له من أثر كبير في الأداء الحراري للمبنى، استهلاك الطاقة، الانبعاثات الضارة بالبيئة، وراحة البيئة الداخلية للبناء. وبخاصة في مرحلة الإشغال، كونها المرحلة الأطول من مراحل حياة البناء. ولكن، في ظل محدودية الموارد ما بعد الحرب، يجب أن يعتمد اختيار بدائل كفاءة الطاقة في الأبنية السكنية على معايير متعددة.

يهدف البحث إلى مساعدة صانعي القرار من الانطلاق بالتفكير عكسياً من مرحلة الإشغال عند اتخاذ قرار الاختيار بين البدائل في مراحل التصميم المبكرة. لذلك يقيم البحث ويقارن بين نموذج بناء موفّر للطاقة مع بناء تقليدي. وذلك من حيث الفروقات في المواصفات، الأداء الحراري، كفاءة الطاقة التشغيلية، انبعاثات ثاني أكسيد الكربون، التكلفة الشاملة لمبادلة الطاقة، ونمذجة الأداء الحراري. بينت نتائج الدراسة تراجعاً كبيراً في الأداء الطاقي والحراري، وانبعاث ثاني أكسيد الكربون الناتج عن الطاقة المستهلكة في نموذج المبنى التقليدي الأكثر انتشاراً بالمقارنة مع المبنى النموذجي الموفّر للطاقة. إلا أن دراسة التكلفة الشاملة لمبادلة الطاقة بينت أن التكلفة المبدئية  للمبنى النموذجي تزيد 35% عن المبنى التقليدي. لذا وبناءً على نمذجة الأداء الحراري لعدة بدائل تقدم البحث بمجموعة من المقترحات للعوائق التي بينتها نتائج الدراسة. وعليه، طوّر البحث إطار عمل من مستويات مرحلية لتحسين كفاءة الطاقة في مباني السكن الشبابي. ويتضمن الإطار الذي طوره هذا البحث، مسؤوليات الجهات المعنية خلال مراحل: التمكين، التخطيط والتصميم، التنفيذ والمتابعة، والتحسين المستمر في ظل الاعتماد على الجهود الذاتية لإعادة الإعمار.