الثدييات البريَّة في محميّة اللجاة جنوبي سورية

الملخص

تُعالجُ هذه الدراسة التنوع الحيوي للثديات البريَّة في محميَّة اللجاة جنوبي سورية، والتي تبنتها المنظمة العالميَّة للتربية والثقافة والعلوم UNESCO كمحميَّة للإنسان والمحيط الحيوي، لتكون واحدة من الشبكة العالميَّة لهذا النمط من المحميَّات لحماية مكوناتها من التدهور البيئي.

نُفذت الدراسة خلال الفترة الممتدة ما بين (حزيران 2009- تموز 2010)، واعتمدت الاستقصاء ومقابلات السكان المحلييّن وخفراء المحميَّة والصيادين في القرى المجاورة، ومقارنة هذه النتائج مع الدراسات المرجعية السابقة، والعمل الحقلي عن طريق جمع العينات باستخدام المصائد، ورصد الأنواع بالمشاهدة المباشرة، أو تقفي آثارها.

سجلت الدراسة الحقليَّة انتشار 12 نوعاً من الثدييات البريَّة تضم: خمسة أنواع من اللواحم، وستة أنواع من القوارض، ونوعاً واحداً من القواضم. تسعةٌ من هذه الأنواع تُوثّق للمرة الأولى في منطقة اللجاة، خمسة منها واسعة الانتشار في سورية، وأربعة أنواع من القوارض محدودة الانتشار، وهي: فأر الغابة عريض الأسنان Apodemus mystacinus ، جرذ واجنر Gerbillus dasyurus، جرذ ترسترام Meriones tristrami، الشيهم أو النيص الهندي Hystrix indica. إضافة إلى تسجيل وجود تسعة أنواع أخرى من خلال مقابلات السكان المحليين وخفراء المحميّة، ولكنها تحتاج إلى تأكيد في دراسات مستقبلية.

بينت الدراسة الحاليَّة بيئة الأنواع المُسجلة، وحالتها بحسب القائمة الحمراء للاتحاد الدولي لصون الطبيعة IUCN؛ حيث أظهرت أنّ تسعة منها تندرج ضمن الأنواع الأقل تهديداً لخطر الانقراض Least Concern  (LC)، على نطاق حوض البحر الأبيض المتوسط، ونوعاً واحداً معرض للانقراض Vulnerable (VU) هو الضبع المخطط. وتَبيّنَ أنَّ أهم المهددات التي تتعرض لها الثدييات البريَّة في المحميَّة هي تدمير موائلها الطبيعية الناتج عن تدهور الغطاء النباتي نتيجة النشاط البشري، والصيد والاستغلال الجائر لبعض الأنواع لأغراض مختلفة.