تقييم الأخطار البيئية والسمية للجراثيم الزرقاء في بحيرة سد الروم

الملخص

تنتشر الجراثيم الزرقاء Cyanobacteria في جميع بحيرات السدود في سورية، ولبعض أنواعها تأثيرات بيئية وصحية كبيرة، ولاسيما في فترات الازدهار أواخر الصيف، وبداية الخريف نتيجة إفرازها ذيفانات الميكروسيستينmicrocystins (MC’^S) السامة للإنسان والحيوان والأحياء المائية، كما تنتج مركبات الطعم والرائحة؛ مما يسبب خسائر اقتصادية كبيرة، ومخاطر على الصحة العامة، ويكرّس هذا البحث لتحديد أنواع الجراثيم الزرقاء المنتشرة في بحيرة سد الروم بالسويداء خلال فترة ازدهارها وتحديد تراكيز الذيفانات التي تفرزها؛ فضلاً عن تحديد بعض الخصائص الفيزيائية والكيميائية للمياه.

تأتي أهمية هذا البحث في ظل غياب الدراسات المحلية عن المصادر المائية في سورية، حيث كانت النتائج كالآتي: ترواحت درجة حرارة المياه بين 3.5ºم في شباط  و25 ºم في تموز. كانت العكارة 3NTU في آب و 150 NTUفي تشرين الأول، وبلغت قيمة pH 7.5 في أيّار و10 في أيلول. أما قيم الناقلية الكهربائية، فكانت 150µS/cm في تشرين الأول و240µS/cm في كانون الأول. كما بلغت قيم إجمالي المواد الصلبة الذائبة TDS85 ملغ/ل في تشرين الأول و170 ملغ/ل في كانون الأول، في حين كانت قيم الأكسجين المنحل DO4 ملغ/ل في تشرين الثاني و7 ملغ/ل في تشرين الأول. أما تراكيز شاردة النترات، فبلغت 0.5 ملغ/ل في تموز و4 ملغ/ل في أيار، وكانت شاردة الكبريتات18 ملغ/ل في حزيران و34 ملغ/ل في تشرين الثاني، وبلغت شاردة الفوسفات 0.03 ملغ/ل في آذار و 0.7 ملغ/ل في حزيران. بيَّنت الدراسة التصنيفية وجود 17 جنساً وحدوث الازدهار في تشرين الأول وتشرين الثاني؛ إذ تسود ثلاثة أنواع: هي Microcystisaeruginosa، وAnabaena spiroides،Aphanizomenonflos-aquae، كما تجاوزت قيمة الذيفانMC-LR القيم المسموح بها في مياه الشرب من قبل منظمة الصحة العالمية WHO من شهر أيلول حت ىشهر كانون الثاني، وبلغت أقصى قيمة 13 ميكروغرام/ل في تشرين الأول؛ ما يؤكد أن مياه البحيرة منخفضة الخطورة في أيلول وكانون الأول وكانون الثاني، وتكون المياه متوسط الخطورة في تشرين الأول وتشرين الثاني، وهذا ما يدفع إلى التوصية بوضع برنامج رصد لنوعية المياه في المصادر المائية السورية، وتحديد فترات ازدهار الجراثيم الزرقاء، وكمية الذيفانات التي تفرزها، واتخاذ التدابير التي تمنع حصول الازدهار في تجمعات المياه السطحية.